ما هو الممر الشمالي الغربي؟
ما هو الممر الشمالي الغربي؟
أولا الممر الشمالي الغربي هو طريق بحري على طول الساحل الشمالي لأمريكا
الشمالية، بين المحيطين الأطلسي والهادئ. وقد سجل نجاح الحملة التي قامت بها ناقلة
الزيت الامريكية مانهاتان السنة 1969عبر جليد الممر الشمالي الغربي الشهير، الامل
الأول في انجاز أحد اغرب الاحلام في تاريخ الملاحة البحرية.
فقد حاول ملاحون مستكشفون كثر اجتياز الممر الجليدي خلال القرون، فهلك
اثنان من المشاهير بينهم في هذه المحاولات هما هنري هدسون، السنة 1611، والسر دجون
فرنكلين السنة1847.اما اول من نجح في العبور بسفينة من المحيط الأطلسي الى المحيط
الهادئ، اول الباسيفيكي، عبر الممر الشمالي، فكان المستكشف النروجي روالد آموندسن.
وقد حقق هذا الإنجاز العظيم سنة 1903، على متن مركبه الشراعي الوحيد الصاري
المعروف نوعه ب “السلوب" واسمه"جيووى" مع طاقم من ستة بحارة وحسب!
بعد ان بين الرحالة والمستكشفون، بعد كولومبس، ان الجدار القاري الأمريكي
كان حاجزا حقيقيا بالنسبة الى العبور الى الشرق ظل ثمة امل ان يكتشف ممر طبيعي مما
يودي مباشرة عبر هذا الحاجز. وفى الوقت نفسه كان لدى الكثيرين فكرة في الوصول الى
الصين والهند بالإبحار مباشرة فوق قمة الأرض او بالإبحار عبر ممر شمالي أوروبا، هو
الممر الشمالي الشرقي. غير ان اهم الطرق في تفكير البشر كان مع ذلك، الممر الشمالي
الغربي الذي يمكن ان يؤدى، عبر حاجز، الى البحر الجنوبي.
وطوال قرون بحث الكثيرون عنه، حتى بعد ان تم التـأكيد على انه ليس ثمة أي
قيمة تجارية ستعلق على انجاز هذا العمل الصعب. ولم يكمل هذا الجهد الجبار والعمل البطولي
الا آموندسن، بعد المحاولات الكثيرة التي قام بها كثيرون سواه من قبل. فلم يكن
البحث عن هذا الممر الشمالي الغربي بلا فائدة. علما بانه لم يكتشف أي ممر مائي
تجارى، اذ ذاك، لأنه كان حافزا كبيرا على الاستكشاف في المناطق الشمالية، منذ
بداية القرن السادس عشر، ومع كل من الرحالة كارتييه، وفوربيشر، ودجون دايفس، وحتى
فرنسيس درايك نفسه، مرورا بهنري هدسون، ولوك فوكس، وتوماس دجيمس، وآثر دوبز،
وصمويل هيرن، والمشترع البريطاني دنيز بارنغتون، وفيبس، والقبطان دجيمس كوك، ودجون
روس، وبتيشى، وألكسندر ماكنزى، وباك، وسمبسون، والسر دجون فرنكلين، وماك كلور،
وانتهاء بآموندسن، بعد ان كان البحث عن هذا الممر قد توقف منذ زمن غير قصير.
ويذكر هنا، انه في السنة 1960 جرت رحلة ناجحة للغواصة الذرية الامريكية
"سيدراغون" (تنين البحر) فكانت اول رحلة تحت الماء. غير ان الممر الشمالي
الغربي لم يصبح قط الطريق البحري الى الشرق، الكبير والهام، كما كان متوقعا،
وكماحلم به الكثيرون، وبذلوا التضحيات البشرية من اجله، طوال قرون. ذلك بأن قناة
بنما تؤمن اليوم أداه الربط البحرية الوحيدة عبر القارات بين الغرب والشرق!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق